السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛
نتحدث هنا ، عن معانى ، وأسرار ، وأنوار ، وتجليات ،
إسم الله ( اللطيف )
فنذكر الآيات القرآنية المباركة ، التى ورد بها هذا الإسم الشريف ،
ثم نشرح فيوضات هذا الإسم ،
من خلال الآية مباشرة ،،
واعلم بأن القرآن العظيم ،
هو ( كلام الله )
وهذا الكلام المقدس ،
هو صفة من صفات الله ،
والصفات أرقى من الأسماء ،،،
نعم ؛؛؛
كان الأمر هكذا :
1 -
الذات الأحدية ، لها مقام العزة ،
بمعنى :
( أن الله ليس كمثله شيىء )
فلا يمكن لجميع اللغات ،
أن تشرح لنا ( حقيقة من هو الله )
وهنا تخرس جميع الألسنة ،
وتذهل سائر العقول ،
لأن العقل البشرى ،
لايمكنه أن يحيط بحقيقة ( الله )
مثال ذلك :
معك كوب فارغ ،
تستطيع أن تضع فيه - كمية من الماء - بما يناسب ( حجم هذا الكوب )
ولكنك لاتسطيع أن تضع ، فى هذا الكوب ، جميع مياه المحيطات ،
والبحار والأنهار ؛؛؛
وهكذا (( ولله المثل الأعلى ))
إن عقلك ، يستطيع ، أن يفهم مايناسب حجمه المخلوق ،
ولا يمكنه ، أن يستوعب حقيقة الذات المقدسة ؛؛؛
وهنا نجد ،
مقام ( العزة الخاصة بالله )
2 -
ثم تجلت الذات الأحدية ،
رحمة منه بعباده ،
ورفقا بهم ،
ومحبة لهم ،
ليعرفوه سبحانه ، ويحبونه ، ويذكرونه ، ويشكرونه ،،
وهو ( له مقام الغنى المطلق )
فلا يزداد ملكه ، بطاعة الطائعين ، ولاينقص ملكه ، بكفر الكافرين ؛؛؛
فكان من تجليات الذات المقدسة ، ظهور الصفات ،،
مثل كونه سبحانه :
( له العلم التام ، وهو متكلم ، وله القدرة التامة ، وهو سميع ، وبصير ، ومريد * يفعل مايريد *
وله الحكمة الشاملة )
وهكذا ظهرت الصفات المقدسة ،،،،
3 -
ثم تجلت الأسماء الحسنى ،
من فيوضات الصفات ؛؛
نعم : الأمر هكذا ،
عند كبار علماء التحقيق ،،،
ونجد فى كتاب الله ، آيات متعددة ، تدعونا إلى التضرع والدعاء ،
بأسماء الله الحسنى ،،،
وفى هذا المقال ،
سوف نقتصر على ذكر الآيات ،
التى ذكرت إسم الله ( اللطيف )
فهذا المقال *
خاص بهذا الإسم المقدس ؛؛؛؛
------------------------------------------------
وليكن كلامنا هنا بناء على الآتى :
أولا :
*اللطيف :
هو الذى ليس كمثله شيىء*
ومن ذلك قوله سبحانه :
( لا تُدرِكُهُ الأَبصارُ وَهُوَ يُدرِكُ الأَبصارَ وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبيرُ ﴿١٠٣﴾ ؛؛؛
*** من سورة الأنعام ***
هذه أول آية ، فى كتاب الله ،
ورد بها الإسم الأقدس ( اللطيف )
فهو سبحانه ( لاتدركه الأبصار ) ولايمكن للعقل المخلوق ،
أن يتصور حقيقة الله ؛؛؛؛
لأنه سبحانه :
( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖوَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11) ؛؛؛؛
من سورة الشورى ؛؛؛
فإذا كان الله هكذا :
* ليس كمثله شيىء *
فلا يمكن إدراك حقيقته ،
بأى حال من الأحوال ،
لأننا - نحن البشر - نعرف الأشياء بأضدادها ،
أو بأمثالها ؛؛
لأننا - نحن البشر - نعرف الأشياء بأضدادها ،
أو بأمثالها ؛؛
والله لاضد له ، ولامثل له ،
ولاشبيه له ، ولامعين له ،
ولاوزير له ، ولا ند له ،
ولا ولد له ، ولا بنات له ،
ولا زوجة له ، ولا نظير له ؛؛؛؛؛
فأصبح مستحيلا ،
أن ندرك حقيقة الذات المقدسة ،،،
فاعرف هذا ؛؛؛
وهذا المعنى ،،،
فاعرف هذا ؛؛؛
وهذا المعنى ،،،
هو من تجليات إسم ( اللطيف )
فهذا الإسم المقدس ،
يشير الى ( مقام العزة المقدسة ، الخاصة بالله سبحانه )
يشير الى ( مقام العزة المقدسة ، الخاصة بالله سبحانه )
ولهذا فإن من يذكر الله بهذاالإسم الشريف ، يجد سرعة الإجابة ؛؛؛؛؛؛
-------------------------------
ثانيا :
* اللطيف :
الذى به يصل الإنسان إلى الرفعة ، والسيادة ، وأعلى الدرجات *
وهذا واضح فى ( سورة يوسف - عليه السلام )
فى قول الله عز وعلا :
( وَرَفَعَ أَبَوَيهِ عَلَى العَرشِ ، وَخَرّوا لَهُ سُجَّدًا ، وَقالَ يا أَبَتِ هـذا تَأويلُ رُؤيايَ مِن قَبلُ ، قَد جَعَلَها رَبّي حَقًّا ، وَقَد أَحسَنَ بي إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ ، وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ ، مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي ، إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِمايَشاءُإِنَّهُ هُوَالعَليمُ الحَكيمُ ﴿١٠٠﴾ ؛؛؛؛
الآية رقم 100 ؛؛؛؛
فرجع ( يوسف ) بجميع ماأنعم الله به عليه ،
إلى المصدر المباشر ،
وهو ( اللطيف )
فجميع النعم والآلاء ، التى حدثت للنبى ( يوسف ) هى من تجليات ،
هذا الإسم المقدس ،،
ونلاحظ ، بأن مقام الربوبية ، الخاص بالله ، قد تقدم مع التأكيد ،،،
( إن ربى لطيف ...... )
هنا نجد حنان الربوبية ،
وهى تفتح لنا تجليات اللطف الجمالى ، الخاص بالله ،،،،
فكل من يذكر الله بهذا الإسم الشريف
( اللطيف )
يحصل على مايريد ،
من الآلاء والنعم ،
مثلما حدث هذا للنبى ( يوسف )
نعم : أنت يامن تذكر الله ،
بهذا الإسم الشريف ،
تحصل على رفعة الدرجات ،
وزوال الكربات ،
وتخرج من جميع الأزمات - مهما تكن -
ولا تقل : كيف أخرج من أزمات متعددة ، بذكر هذا الإسم ؟؟؟
الكيفية ، هى مهمة الله ،
وليست مهمتك ،،،
ونضيف هنا أيضا ، بأن جميع الرسل والأنبياء ،
ماحدثت لهم الفتوحات ، والمعجزات ، والكرامات ، إلا بذكر الله بأسمائه المقدسة ،،،
-------------------------------------------
وقد قرأت فى كتاب :
( فى ملكوت الله مع أسماء الله )
للشيخ : عبد المقصود سالم ،
أنه قال : ( ... وأذكر هنا ، أنى كنت أتلو هذا الإسم ( اللطيف )
فى الليلة الواحدة - مائة ألف مرة - من بعد صلاة العشاء،
الى صلاة الفجر ..... )
وأضاف الشيخ * عبد المقصود * قائلا : ( . دخل رجل السجن ، وكان يذكر الله بهذه الآية :
(( إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ ))
وفى ليلة من الليالى ، دخل عليه شاب ، وقال له : قم فاخرج من السجن .
فقال الرجل : كيف أخرج ، والأبواب مغلقة ؟؟
فقال له : ويحك ، قم ،،
وأخذ بيده ، وأخرجه من السجن ،
ولم يعترض طريقهما ، أى موانع ،
أو حواجز ،
وظل معه ، حتى أخرجه ، بعيدا عن منطقة السجن تماما ،،
ثم قال له :
قل دائما :
( إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ ) ؛؛؛؛
( إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ ) ؛؛؛؛
-----------------------------------------
ثالثا :
(***اللطيف *** ):
* يعطى الوجود كله الإزدهار ،
والنماء ، والجمال *
* يعطى الوجود كله الإزدهار ،
والنماء ، والجمال *
وهذا المعنى ، من تجليات ، هذا الإسم المبارك ،،
وهو واضح ، فى قول الله سبحانه : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّـهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً ، فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً ،
إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴿٦٣﴾ ؛؛؛ من سورة الحج ؛؛؛
فكما أحيا الأرض ، بعد موتها بنزول المطر ، وازدهار المروج ،
لأنه سبحانه ( لطيف خبير )
فكذلك يفيض بخيراته ،
على من يذكرونه ،
بهذا الإسم المقدس ،،
فيحصلون على حياة القلوب ،
بأنوار الذكر ،
ويحصلون على النماء ، والخيرات ، الإزدهار ،
بتجليات هذا الإسم الشريف ،،،
فاعرف هذا ،،،،،،
إن ذاكر الله ، بهذا الإسم ، فى زيادة مستمرة ،
وفى أنوار متوالية ،
وفى خيرات لاتنقطع ،،،
وهذه المعانى كلها ،
من فيوضات الآية السابقة ؛؛؛
-----------------------------------------------------
رابعا :
( *** اللطيف *** ):
بمعنى له القدرة التامة ،
والإحاطة الشاملة )
بمعنى له القدرة التامة ،
والإحاطة الشاملة )
جاء فى ( سورة لقمان ) مع الآيات التى ذكرت لنا ، مواعظ ( لقمان ، لولده )
أنه قال : ( يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ ،
فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ ،
أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ ،
يَأْتِ بِهَا اللَّـهُ إِنَّ اللَّـهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴿١٦﴾ ) ؛؛؛؛؛
وهكذا ، نجد إسم ( لطيف )
يفيد معانى متعددة ، ومنها :
1 -
أنه سبحانه ، محيط بكل شيىء .
2 -
وهو عز وعلا ، له القدرة التامة ،
فلا تشذ من قبضته وقدرته ،
ذرة واحدة ،،،
3 -
وهو له القدرة ، على جمع سائر مخلوقاته ، وقتما يشاء ،،،
وهنا أعطانا إسم ( اللطيف )
جميع هذه المعانى ،،،،،،،،
فذاكر الله بهذا الإسم ،
يتجلى الله عليه ، فيعطيه القدرة والقوة ،،،
ويعطيه أيضا العلم بخفايا الأمور ،، ويعطيه أيضا فيضا من إسمه :
( الجامع )
فيجمع الله شمله ،
ويحصل على مايريده ،
بفضل إسم الله ( اللطيف )
-----------------------------------------------------
خامسا :
( ***اللطيف *** ):
هوالذى يفيض على من يحبهم بالنعم والخيرات )
هوالذى يفيض على من يحبهم بالنعم والخيرات )
ولهذا يجب على ذاكر الله بهذا الإسم المقدس ،
أن يكون قلبه مع الله ،
ولايختار شيئا إلا الله ،
ولايلتفت الى متاع الدنيا ،
فهى زائلة ،
بل يكن دائما مع ذكر هذا الإسم ؛؛؛
فإن أفاض الله عليه ، من الخيرات ،
فهى من بركات هذا الإسم الشريف ،،،
فيرجع بقلبه إلى مصدر الخيرات ، وخالقها وهو ( الله )
ولا يقف مع الأسباب ،
حتى لاينقطع عن مشاهدة أنوار الله .
قال سبحانه :
( إِنَّ اللَّـهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا ﴿٣٤﴾
إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ
وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ
وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ
وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ
وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ
وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ
وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ
وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ﴿٣٥﴾ ؛؛؛؛
من سورة الأحزاب ؛؛؛
ولاحظ هنا :
بأنه سبحانه ، جعل الذاكرين له كثيرا والذاكرات ،
فى أعلى الدرجات ،،
حيث بدأت الآية ، بالمسلمين ، والمؤمنين ، والقانتين ، والصادقين ، والصابرين ، والخاشعين ، والمتصدقين ، والحافظين فروجهم ،،،،
وفى نهاية الآية ،
قال سبحانه : ( ... وَالذَّاكِرِينَ اللَّـهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّـهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا )
فأصبح هؤلاء الذاكرين والذاكرات ،،، أعلى درجة مما سواهم ،
وهم أقرب الى المغفرة ،
والأجر العظيم ،،
------------------------------------------------
سادسا :
( *** اللطيف *** ):
وهو العليم بخفايا القلوب
ولهذا يجب على ذاكر الله بهذا الإسم ، أن يجعل قلبه صافيا لله وحده ،
فلا يلتفت بقلبه إلى المخلوقات ، فهى لاتنفع ولاتضر ،
ولاقيمة لها ،
فالمخلوقات تمنع القلب من مطالعة أنوار ( المحبوب ، وهو الله )
والمحبوب ، ينظر الى القلب ،،، ويتجلى بأنواره ،
على القلوب العاشقة لجماله .
قال سبحانه :
( وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿١٣﴾ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴿١٤﴾ ؛؛؛
من سورة الملك ؛؛؛
ويقال بأن :
( نبى الله - سليمان بن دواد - )
نظر إلى ملكه يوما ،
فأعجبه هذا الملك ،،
وهنا أرسل الله عليه ريحا قوية ،
نزعت عنه ثيابه ،
وصار عاريا ،،
فقال : ياريح إعطنى ثيابى .
فقالت له الريح :
إذا رجع قلبك إليك ؛؛؛
فمن آداب الذاكر بهذا الإسم ،
أن لايلتفت قلبه إلى النعم ،
بل يكن دائما قلبه وروحه ،
ونفسه وجوارحه ،
مع المنعم سبحانه .
------------------------------------------------
وعموما :
للذاكرين بهذا الإسم ،،
نورا مستمرا ،،
وحفظا دائما ،،
وتفريجا لجميع الكربات ،
وقوة روحية قوية ،
لأنهم يستمدون طاقتهم ،
من أنوار هذا الإسم المقدس ،،
ولكم جميعا تحياتى ،
واحترامى ، ومحبتى ؛؛؛؛؛
-----------------------------------------
جزاك الله خير شيخي الغالي
ردحذفجزاك الله خيرا الجزاء وادعوا لي أن يوفقني الله في عمل الحمدلله على كل حال
ردحذفحافظ على تلاوة هذا الإسم دائما ،
حذفتقول : ( يالطيف ، يالطيف ، يالطيف )
بأعداد كثيرة ، وبصفاء القلب ، فإذا شعرت بالتعب ، فكرر قول الله تعالى حكاية عن رسوله ( يوسف )
** ( إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ )
تحدث لك الفتوحات ، ويفيض الله عليك بالخيرات ، وتأتيك الأرزاق ، من حيث لاتحتسب ؛؛
جزاك الله خير الجزاء
ردحذف*** شكرا لكم على مروركم النورانى ***
حذف